إحساس
في زرقة أمسيات الصيف ؛
وعبر الدروب الوعرة،
سأمضي مستسلماً لحفيف السنابل..
أطأ العشب الندي:
وحالماً سأشعر بالرطوبة في أقدامي
سأترك الريح تغمر رأسي العاري،
لن أتحدث ولن أفكِّر:
إنما سيرتقي الحب المطلق في روحي
وأرحل ـ في الطبيعة ـ بعيداً مثل بوهيمي
سعيد وكأنني مع امرأة ..
*
ترجمة : نضال نجار
خاتمة
اليمامات الراجفة في المرج،
والطّريدة الراكضة المبصرة في الظلام،
ودواب الماء، الحيوان المستعبد،
وأبسط الفراشات!... ظماء هي أيضاً.
لكن أن نذوب حيثما ذابت هذه الغمامة التي هي بلا دليل،
ـ آه، محظية بكل ما هو نديّ!
أن نلفظ أنفاسنا الأخيرة وسط هذا البنفسج الرطيب
الذي يُداهم فجره هذه الغابات؟
بربري
بعدَ الأيّام، الفُصولِ، الكائناتِ، والأقطارِ بوقتٍ طويل، رايةٌ من اللحم الدامي على حرير البحارِ والورود القطبيّة (إنّها غير موجودة).
بارئاً من عَجيج البطولات العتيق – الذي ما زال يهاجمُ القلبَ والرأس – بمنأىً عن السفّاحين العتاق.
أَوه! رايةٌ من اللحم الدامي على حرير البحار والورود القطبيّة؛ (إنّها غير موجودة).
يا للّذائذ!
مجامرُ تمطرُ زخّاتِ صقيعٍ أبيض – يا للّذائذ! - تلك الحرائق في مطر الرّيح الماسيّة يقذفها قلبُ الأرض المتفحّم من أجلنا إلى الأبد – أيّها العالم!
(بعيداً عن التقهقرات القديمة والشُعَل القديمة التي يسمعها، التي يُحسّها الواحد)
مجامرُ وزَبد. موسيقى، تطوّحاتُ المهاوي واصطدام ذؤابات الثلج تلقاءَ النجوم.
يا للّذائذ، يا عالم، يا موسيقى! وهنا، الأشكال، العَرَق، العيون والشعر الطويل، تطفو. ودموع بيضاء تغلي – يا للّذائذ!- والصوت الأنثويّ النازل إلى قاع البراكين والمغاور القطبيّة.
الراية...
*
ترجمة عبدالقادر الجنابي
الذبابة السكرانة*
إنها مستعادة
ماذا ؟ الأبدية.
انها البحر المتوافق
مع الشمس.
أيتها الروح المترصدة
فلنوشوش الاعتراف
عن الليل الباطل جداً
والنهار الملتهب.
من الآراء البشرية
والحماسات الشاسعة
هنا تنعقين
وتطيرين على هواك.
هنا لا أمل
ولا شروق
علم مع صبر
العذاب أكيد.
إنها مستعادة
ماذا؟
الأبدية.
إنها البحر المتوافق
مع الشمس.
.
لقد باتت صحتي مهددة.
وراح الرعب يقترب.
كنت أسقط في إغفاءات لعدة أيام¡ واكمل¡
وقد استيقظت اكثر الأحلام كآبة.
كنت ناضجاً للموت¡ وكان ضعفي يقودني
على درب محفوفة بالمخاطر،
الى تخوم العالم ((السيميري)) موطن
الظلام والزوابع.
كان على أن أسافر
أن ألهي الفتون المتجمعة فوق دماغي.
على البحر الذي أحببته كما لو كان عليه
أن يغسلني
من لوثه
.
السعادة كانت قدري¡ ندامتي،
دودتي: ستظل حياتي دائماً أوسع من أن تكون
منذورة للقوة والجمال.
السعادة¡ نابها¡ العذبُ حتى الموت¡
أنذرني عند صياح الديك في أحلك
المدن ظلاماً.
هذا قد مضى.
أعرف اليوم أن أودع الجمال.
في الغابة¡ يوجد عصفور¡
غناؤه يوقفك ويجعلك تحمر.
يوجد ساعة لا تدق.
يوجد ردغة مع عش من الحيوانات
البيضاء.
يوجد كاتدرائية تهبط
وبحيرة تصعد.
يوجد عربة صغيرة مهجورة في الحرش،
أو تهبط الدرب راكضة¡ مزينة بالشرائط.
يوجد فرقة من المهرجين الصغار بملابس التمثيل،
مترائين على الطريق عبر حاشية الغابة.
يوجد أخيراً، عندما يكون بك جوع وعطش¡
أحد ما يطردك.
.
كنت أحب الصحراء.
البساتين المحروقة¡ الحوانيت
الذابلة¡ الكحول الفاترة.
كنت أنسحب في الأزقة المنتنة¡
وأهب نفسي¡ مغمض العينين للشمس¡
آلهة النهار.
(أيها القائد¡ إن كان بقي مدفع عتيق)
على متاريسك المدمرة¡ اقصفنا بكتل أرض يابسة.
في مرايا المخازن الرائعة !
في غرف الاستقبال ! اجعل المدينة تأكل غبارها.
اغمر المزا ريب بالصدأ.
(املأ المخادع بمسحوق ياقوت ملتهب)
آه! الذبابة السكرانة في مبولة الحانة¡ عاشقة عشبه
الحميم المعرقة¡ والتي يذيبها
الشعاع.
وأخيراً
يا للسعادة. يا للعقل.
أبعدت عن السماء اللازورد الذي هو سواد¡ وعشت
شرارة ذهب من الضوء ((طبيعة)) من فرح¡
كنت اتخذ تعبيراً بهلوانياً وتائهاً إلى أقصى حد.
صرت أوبرا خرافية:
رأيت ان كل الكائنات تملك قدراً من السعادة.
الفعل ليس هو الحياة¡
لكنه وسيلة لافساد قوة ما¡
تهيج أعصاب.
علم الأخلاق هو إعياء الدماغ.
____________
* مُقتطفات من شعر رامبو
ترجمة المقاطع: سمير الحاج شاهين
هل أعجبك النص الأدبي نعم أم لا رأيك يحترم!
0 التعليقات:
إرسال تعليق