أحاط به البلاء فكل يوم ****** تقارعه الصبابة والنحيب
لقد جَلبَ البَلاءَ عليّ قلبي ******* فقلبي مذ علمت له جلوب
فإنْ تَكنِ القُلوبُ مثالَ قلبي ******* فلا كانَتْ إذاً تِلكَ القُلوبُ
أحب هبوط الواديين وإنني ******** لمشتهر بالواديين غريب
أحقاً عباد الله أن لست وارداً ********* ولا صادراً إلا علي رقيب
ولا زائِراً فرداً ولا في جَماعَة ٍ ********* من الناس إلا قيل أنت مريب
وهل ريبة في أن تحن نجيبة ********** إلى إلْفها أو أن يَحِنَّ نَجيبُ
وإنَّ الكَثِيبَ الفرْدَ مِنْ جانِبِ الحِمى ************* إلي وإن لم آته لحبيب
ولا خير في الدنيا إذا أنت لم تزر ************* حبيباً ولم يَطْرَبْ إلَيْكَ حَبيبُ
لَئِن كَثُرَت رُقابُ لَيلى فَطالَما ************ لَهَوتُ بِلَيلى ما لَهُنَّ رَقيبُ
وَإِن حالَ يَأسٌ دونَ لَيلى فَرُبَّما ********** أَتى اليَأسُ دونَ الشَيءِ وَهوَ حَبيبُ
وَمَنَّيتَني حَتّى إِذا ما رَأَيتِني ********** عَلى شَرَفٍ لِلناظِرينَ يَريبُ
صَدَدتِ وَأَشمَتِّ العُداةَ بِهَجرِنا *********** أَثابَكِ فيما تَصنَعينَ مُثيبُ
أُبَعِّدُ عَنكِ النَفسَ وَالنَفسُ صَبَّةٌ *********** بِذِكرِكِ وَالمَمشى إِلَيكِ قَريبُ
مَخافَةَ أَن تَسعى الوُشاةُ بِظِنَّةٍ ************* وَأَكرَمُكُم أَن يَستَريبَ مُريبُ
فَقَد جَعَلَت نَفسي وَأَنتِ اِختَرَمتِها ************ وَكُنتِ أَعَزَّ الناسِ عَنكِ تَطيبُ
فَلَو شِئتِ لَم أَغضَب عَلَيكِ وَلَم يَزَل ************ لَكِ الدَهرَ مِنّي ما حَيِيتُ نَصيبُ
أَما وَالَّذي يَتلو السَرائِرَ كُلَّها ********** وَيَعلَمُ ما تُبدي بِهِ وَتَغيبُ
لَقَد كُنتِ مِمَّن تَصطَفي النَفسُ خُلَّةً *********** لَها دونَ خِلّانِ الصَفاءِ حُجوبُ
وَإِنّي لَأَستَحيِيكِ حَتّى كَأَنَّما ********** عَلَيَّ بِظَهرِ الغَيبِ مِنكِ رَقيبُ
تَلَجّينَ حَتّى يَذهَبَ اليَأسُ بِالهَوى *********** وَحَتّى تَكادَ النَفسُ عَنكِ تَطيبُ
سَأَستَعطِفُ الأَيامَ فيكِ لَعَلَّها ******** *** بِيَومِ سُروري في هَواكِ تَؤوبُ
هوى صاحبي ريح الشمال إذا جرت ****** وأهوى لنفسي أن تهب جنوب
فويلي على العذال ما يتركونني ****** بِغمِّي، أما في العَاذِلِين لبِيبُ
يقولون لو عزيت قلبك لا رعوى ****** فَقلْتُ وَهَلْ لِلعَاشقِينَ قُلُوبُ
دعاني الهوى والشوق لما ترنمت **** هَتُوفُ الضُّحَى بَيْنَ الْغُصُونِ طرُوبُ
تُجَاوِبُ وُرْقاً إذْ أصَخْنَ لِصَوْتِهَا ******* فَكُلٌّ لِكُلٍّ مُسْعِدٌ وَمُجيبُ
فقلت حمام الأيك مالك باكياً ****** أَفارَقْتَ إلْفاً أَمْ جَفاكَ حَبِيبُ
تذكرني ليلى على بعد دارها ****** وليلى قتول للرجال خلوب
وقد رابني أن الصبا لا تجيبني ****** وقد كان يدعوني الصبا فأجيب
سَبَى القلْبَ إلاَّ أنَّ فيهِ تَجلُّداً ***** غزال بأعلى الماتحين ربيب
فكلم غزال الماتحين فإنه ***** بِدَائِي وإنْ لَمْ يَشْفِنِي لَطَبِيبُ
فدومي على عهد فلست بزائل ****** عن العهد منكم ما أقام عسيب
تَرى وَضَحَ النَهارِ كَما أَراهُ ******** وَيَعلوها النَهارُ كَما عَلاني
وأمنع عيني أن تلذ بغيركم ****** وإنِّي وإنْ جَانَبْتُ غَيْرُ مُجانِبِ
وخير زمان كنت أرجو دنوه ****** رَمَتْنِي عُيُونُ النَّاسِ مِنْ كُلِّ جَانِبِ
فأصبحت مرحوما ًوكنت محسداً ********* فصبراً على مكروهها والعواقب
ولم أرها إلا ثلاثاً على منى ********* وعَهْدِي بها عَذرَاءَ ذَاتَ ذَوَائِبِ
تبدت لنا كالشمس تحت غمامة ********* بَدَا حاجِبٌ مِنْها وَضَنَّتْ بِحَاجِبِ
فَقُلْتُ وَنَحْنُ فِي بَلدٍ حَرامٍ ***** *** بِهِ واللّه أُخْلِصَتِ القلُوبُ
أتوب إليك يارحمن مما ******** عملت فقد تظاهرت الذنوب
فأما من هوى ليلى وتركي ********* زِيارتَها فَإنِّي لا أَتوبُ
وكيف وعندها قلبي رهين ************ أتوب إليك منها أو أنيب
يا جارتي أمسيت مالكة ******* روحي وغالبة على لبي
هل أعجبك النص الأدبي نعم أم لا رأيك يحترم!