728x90 شفرة ادسنس

من كتاب أنا لعباس العقاد


إنني لن اتحدث بطبيعة الحال عن " عباس العقاد " كما خلقه الله . 

فالله جل جلاله أولى بأن يسأل عن ذلك .. ولن أتحدث بطبيعة

 الحال عن " عباس العقاد " كما يراه الناس فالناس هم المسئولون 

عن ذلك . ولكن سأتحدث عن عباس العقاد كما أراه .

وعباس العقاد كما أراه – بالاختصار – هو شيء آخر مختلف كل 


الاختلاف عن الشخص الذي يراه الكثيرون . من الأصدقاء أو من

 الاعداء .. هو شخص أستغربه كل الاستغراب حين أسمعهم

 يصفونه أو يتحدثون عنه . حتى ليخطر لي في أكثر الأحيان انهم

 يتحدثون عن إنسان لم اعرفه قط ولم ألتق به مرة في مكان .

فأضحك بيني وبين نفسي وأقول : ويل للتاريخ من المؤرخين ! ...


 أقول ، ويل للتاريخ من المؤرخين لأن الناس لا يعرفون من يعيش

 بينهم في قيد الحياة ومن يسمعهم ويسمعونه ويكتب لهم ويقرؤونه ،

 فكيف يعرفون من تقدم به الزمن ألف سنة . ولم ينظر إليهم قط 

ولم 

ينظروا إليه ؟

فعباس العقاد هو في رأي بعض الناس مع اختلاف التعبير وحسن


 النية ، هو رجل مفرط الكبرياء .. ورجل مفرط القسوة والجفاء ،

 ورجل يعيش بين الكتب ولا يباشر الحياة كما يباشرها سائر 

الناس 

، ورجل يملكه سلطان المنطق والتفكير ولا سلطان للقلب ولا

 العاطفة عليه . ورجل يصبح ويمسي في الجد الصارم فلا تفترّ 

شفتاه بضحكة واحدة إلا بعد استغفار واغتصاب !

هذا هو عباس العقاد في رأي بعض الناس . وأقسم بكل ما يقسم به


 الرجل الشريف أن عباس العقاد هذا رجل لا أعرفه ، ولا رأيتهُ ،

 ولا عشت معه لحظة واحدة . ولا التقيت به في طريق ..

-------------

-المصدر :من الفصل " أنا " / في كتابه " أنا " -
  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Item Reviewed: من كتاب أنا لعباس العقاد Rating: 5 Reviewed By: Unknown
Scroll to Top