728x90 شفرة ادسنس

مُختاراتٌ شعريّةٌ \ طارق الكرمي







طفلٌ

أضعُ قَدَمي على حجرٍ (بحجمِ قلبِ ثورٍ) و

إلى الأعلى أفرِدُ ذراعي

مُشهِراً كرأسِ الصّواعقِ سَبّابتي

فألمُسُ السّماءْ

*صباحاً \ طور كرم

طفولةٌ

تنطبِقُ السّماواتُ على الأرضِ ساندويشةَ الجحيمِ

في سَماواتٍ تَحرثُها سَمْتيّاتٌ وغوّاصاتُ جوٍ ونسورُ الحجيمِ

ثمَّةَ الآنَ عزيفُ جنٍّ

الآنَ ثمَّةَ الطيرانُ الحَربِيُّ في السّماواتِ المِقثَأةِ يطوي السّماواتِ و

ثمّةَ نحنُ الصِّبيةُ

سَنُطلِقُ أعلى مِنَ الأعلى طائراتِنا الورقيّةَ

في وجهِ الطّيرانِ الحربِيِّ

*مطلع آب\طور كرم

أرقٌ جسيمٌ



مَنْ دَمَغَ يَدمغُ ليَ القمرَ (كوَحمَةٍ) في النّافذةِ..أيُّ قمرٍ وجهٍ اصطُكَّ لي في هذي النّافذةِ..لاشيءَ إلا القمرُ هذا في نافذتي الليلةَ يُبَلِّلُ وجهي..ما أزالُ أتآكلُ نُعاساً..وجهي مَزقةُ صفحةٍ تبهتُ من كتابٍ قديمٍ..السّاعةُ خلّفتني في ثالثَتها صُبحاً..ولا يأتي مَنْ يُهَدهِدُني لأغفو الطِّفلَ..وحتى اللّحظةِ سُدى أغفو..لاشيءَ لديَّ إلاّ قمرٌ يتدوّرُ لي في النّافذةِ.. هلْ لي أنْ أتناوَلَ القمرَ إذاً قُرْصَ المُنوِّمِ..

*ليلاً  \ طور كرم


رباعيّةُ السّريرِ  * إلى ابنتي زُليخه


سريرُكِ هذا يا ابنتي

إنّهُ مِنْ خشبٍ صَرفٍ (شبهُ عِظامي)

تُرعِدُ الغاباتُ في خشبهِ روائحَ مسكٍ وتسيلُ مِنْ منامِكِ يا ابنتي

الآنَ أنتِ لا تنامينَ فيهِ

الآنَ أنتِ رَحَلْتِ ترحلينَ معَ أمِّكِ طَليقَتي

لكأنني أحسُّ السّريرَ يمشي في حديقةِ الغيابِ

لكأنَّهُ عادَ يعودُ الشجرةَ مَصفودةً بأغصانِها جدائلِكِ

لكأنني أراهُ الشّجرَةَ عرجاءَ في حدائقِ الدّنيا ثُمَّ

أوْرَقْ..


*الظّهيرةُ \ طور كرم – السّهل السّاحلي

هو هذا سريرُكِ يا ابنتي

أريكةُ اللهِ ومُستراحُ ملائكةٍ

منذُ هجرتِهِ ترحلينَ مع طليقتي أمِّكِ

الوسادةُ لمْ تعُدْ تشربُ صفِيّةَ نبضي

الشرشفُ تدورُ أوراقُهُ حفيفاً وإنْ كانتْ رسماً على الشّرشَفِ

أنتِ لمْ تعودي تنامينَ فيهِ

السّريرُ في سِريرِهِ مُأرّقاً يَتَقَلّبُ

كأنُّهُ في سريرِكِ لا ينامُ..



*الظّهيرةُ \ طور كرم – السّهل السّاحلي


معْ أنّهُ (أي سريرُكِ) يا ابنتي

مِنْ خشبٍ أبسطَ مايكونُ

ليسَ لهُ أعمدةٌ أربعُ

لا نقشَ فيهِ ولا رسمَ ملائكةٍ تُقهقِهُ في حوافهِ

ليسَ لهُ ناموسيّةٌ و

هو ليسَ مركوناً في زاويةٍ في غرفةٍ قصرٍ ملكيٍّ

أعرفُ أنّي اشتريتُهُ مِنْ محلِ المُستعملِ

ليسَ سريرَ اليزابيث الأولى

ولا الدّوقةَ هيلانةَ

لكنهُ سريرُ زليخةَ

إنهُ ولاشيءَ سواهُ السّريرُ..


*الظّهيرةُ  \ طور كرم – السّهل السّاحلي


منذُ أنْ صارَ سريرُكِ صِفْراً منكِ

منذُ رحلتِ ترحلينَ مع أمِّكِ طليقتي (الحرّةِ الآنَ..)

أنا أدخلُ غرفَتَكِ حيثُ سريرُكِ أخرَسَ الخشبِ (لا يحلمُ..)

على الزّاويةِ أسدِّدُ عينيَّ متآكلتينِ تسيلانِ على خَدِّ اللَّحظةِ

الشّرشفُ شراعاً يخفِقُ

السّريرُ قارباً على موجةِ ما تتلاطمهُ الأنفاسُ

سأوصي يا ابنتي حينَ أغلقُ خلفي بابَ الحياةِ

سأوصي أنْ يكونَ تابوتي

سريرُكِ يا ابنتي



*لظّهيرةُ  \ طور كرم – السّهل السّاحلي


سَفرُ صديقتي


هيَ ستُسافرُ لندنَ بعدَ ليلةٍ من الآنَ

الطّائرةٌ طائرٌ من حديدٍ سَيشُقُّ لحمَ السّماءِ

هيَ ستذهبُ لندنَ بائسةً من بلادٍ تُغادِرُ تربتَها و

ستأتيني بعدَ أيامٍ  كتيمةَ الأنفاسِ

مُضوَّءةً ببروقِ تنعسُ

مُرتعشةً في فراءِ سناجبَ تلعبُ

ستعودُني ومُزاجهُا طقسُ لندنَ و

عرَقُها مطرُ لندنْ


*الليلة هذي \ طور كرم

الملامحُ

وجهي ماخَربَشَتْهُ ابتي اليومَ على ورقه وجهي مؤخرةُ مغنِّيةِ الحانةِ وجهي رغيفُ فقراءِ السِّككِ

ما تُنكِرُهُ المرايا

ما تَحفِرُهُ الأظافِرُ على جِلدَةِ الرّيحِ وجهي قمرٌ يَنْخَسِفُ الليلةَ في النّافذةِ

كيفَ أَلْمُسُ وجهي

 * صباحاً \ طور كرم


حينَ الحنينُ

على قبورِ إخوتي

على الأرضِ

عليكِ

على نفسي

على الطّفلِ

كقوسِ قزحَ أنحني


*ليلاً \ شتاءُ طور كرم

السقوطُ فيِ الأعالي


الطّفلُ الذي أطاحتْ به رَصاصة ٌهوى يهوي مِنْ الشّرفةِ(ليَسقطَ معه اسمُ الشّرفةِ)..هو ذو الأعوامِ ال5..ظلَلتُ 5أعوامٍ أشاهِدُهُ وهو يهوي..مِنْ أعوامٍ 5 إلى الآنَ ما يزالُ يهوي..ليرفعَ ربتما شرفةً أخرى

*ليلاً\طور كرم

عاصمةٌ

أيّةُ مدينةٍ هذي

شوارِعُها تُقلِّدُ شراييني

شراييني كأنّها الشّوارعُ كُلّها و

هل شراييني إلا الشّوارعُ كلّها

المدينةُ قلبي



*صباحاً \ طور كرم

البحرُ بحري المتوَسِّطُ  

مرحباً بالّذي تحت جلدي يهدُرُ..أيّها المُتوسِّطُ مرحباً في عروقي تَختَضُّ..أَتَسْألُ مِنْ أينَ دمي مالحٌ..مرحبا تَهَبُ حيفا خليجها في السّماواتِ والاسمَ ويافا جدائِلها الماءَ..خذ قميصي رايةً وشِراعاً و أعطِني قميصَكَ الماءَ..أنتَ مصفوداً تنامُ في طوربيدِ خفرِ السّواحِلِ جنودِ اللهِ اليهودِيِّ...بيني وبينكَ جدارٌ من لحمِ قتلانا..لكني أسمعُ أنفاسَكَ الوشوَشةَ وسائِدَ منْ رذاذٍ وروائحَ تطبُخني..قياثرَ جنِّيّاتِ الماءِ..ناياتِ ملحٍ ويودٍ..أيها المُتوَسِّطُ الذي ما تزالُ على الماءِ تحفِرُ خَطوَتي سُبحانيّةً..والذي ستظلُّ أنتَ مُصطفىً مِنْ فصيلةِ دمي..يا دمي المُختارَ الذي مِن فصيلةِ ماءِ المُتوَسِّطِ سوفَ يظَلُّ..

*مساءً  \ طور كرم


جزيلُ شكرٍ


لماذا لا نُعلِّمُ أطفالَنا قبلَ أنْ يولدوا أنْ يشكروا الأعداءَ..لماذا لا نشكرُ أعداءَنا عددَ أطفالِنا..وعميقاً جداً أن نشكرَهمْ..وحدَهُمْ مَنْ مَنحَ الأطفالَ شارَةَ أنْ يكونوا العصافيرَ

*ليلاً\طور كرم

لديَّ طَلقُ حُبلى في خاصرتي

بحقٍّ الآنَ لديَّ ألمٌ في خاصرتي..ضرباتُ شواكيشَ..أو طعناتُ أحذيةٍ في خاصرتي( اليسارِ)..ولا أعرفُ إنْ كانتِ هيَ كُليتي اليسارُ قد عَطِنَتْ..كيفَ سأبيعُ هذي الكُليةَ وأشتري سجائرَ وشيبسَ للأطفالِ ودنانَ كُمَيْتٍ إلخ.. لكن هي خاصرتي تُلحُّ عليَّ..ولا أملكُ آخرةَ هذا الشّهرِ كشفيةَ طبيبٍ أو حتى سَبّاكٍ يُعالجني..وأنا الآنَ بحقٍ كحُبلى تتلوّى..وخاصرتي تَدعَرُني كَطَلْقِ حُبلى..كمْ أحسُّ بأني سألدُ أيَّ شيءٍ من خاصرتي..كأنّي سألِدُ العالمَ مَسخاً..سَأَبيضُ الأرضَ خَداجاً من هذي الخاصِره

*مساءً \ طور كرم

أمٌّ للُعَبِها

الطِّفلةُ التي كانتْ الطّفلةَ (ما تزالُ)

التي كانتْ تُربّي ألعابها (في الغرفة)

هي الآنَ في لُجّةِ ال50 مِنَ العُمرِ

لمْ تُصَبْ بالأولادِ

لَمْ يكُنْ لها بعلاً

لكِنّها وهي في ال50 مِنَ العُمرِ معَ ألعابِها في الغُرفةِ

كيفَ سيأتي عليها عيدُ الأمِّ إذاً

مَنْ سوفَ يحَتني عليها

مَنْ غيرُ لُعَبِها سوفَ تركُضُ إليها وتُقدِّمُ نفسَها الهدايا في(21\3)

مَنْ غيرُ هذي الدّمى أطفالاً

ستقولُ لها: كلُّ عامٍ وأنتِ ماما

صنعةٌ

كَسَلاً أنْ تصدأُ..تكسَلُ مثلاً أنْ تنامَ أو تفيقَ صُبحاً..أنْ تطلُبَ تاكسي يُقِلُّكَ منِ الشّرفةِ إلى المِرحاضِ وبالعكسِ..تكسَلُ ( وليسَ أحياناً ) أنْ تبولَ على نفسِكَ لِتُطفِيءَ نفسَكَ لو التقمَتْكَ النيرانُ..وأكهَنُ إذا ما سَوِستْ ضرسُكَ سوفَ تكسَلُ أنْ تتلوّى..تكسَلُ أنْ تحمِلَ اسمكَ..وماذا إذاً لوْ وَهَنَتِ الحياةُ لديكَ مُغادِرةً كلَّ ما في الحياةِ..وماذا لو دقّتْ تدقُّ ساعَتُكَ..هلْ تكسَلُ أيضاً أنْ تموت..

*مساءً  \ طور كرم

آيتي في النّملِ

أحَدِّقُ في رُكنِ الغرفةِ بمنزلِ النّملِ..النّملُ يخرجُ طوابيرَ وكتائبَ من منزلهِ هادِئاً على نبضي..وعينايَ تتبعانِ خيطَ هذا النّملِ وصراطهُ المستقيمَ..هلْ لي ان أستسلِمَ الآنَ هادِئاً لِيسحبني النّملُ إلى الجنّةِ..الليلُ هادِئاً الآنَ كنبضِ هذا النّملِ..وانا مُستسلِماً للّحظةِ أحاوِلُ اللّحظةَ..عينا مَنْ تُضَوِّءا حَدْقتَيِها.. وتَغتمِضانِ مَنْزِلَيْنِ يدخلُ فيهما النّملُ..

*ليلاً \ طور كرم

عنْ حبّةِ الماسِ

هادِئةً

ناعسةً تسقطُ حبّةُ المطرِ

يتقاطرُ المطرُ حبّةَ البلورِ

أدمُعَ الماسِ

لتسقُطَ القطرةُ مُنسربةً في عروقي

لتفعلَ مجرى عروقي

*الخامسةُ صباحاً \ طور كرم

الدّهشةُ 

أيُّ طائرٍ

مَنِ الطّائرُ الذي باضَ

الأرضَ

بيضةُ أيِّ طائرٍ هي هذي

الأرضُ

*مساءً \ طور كرم

في جنَةٍ مائيّةٍ

أيُّ صباحٍ هذا يَتَنَزّلُ بحبالِ الماءِ

المطرُ هو البحرُ الطّلقُ في الصّبيحةِ هذي

كلُّ شيءٍ يهدأُ مُصطخِباً في جنّةِ الماءِ

الفتياتُ يقطعنَ الشّارعَ البحرَ (كأنَّ المراييلَ أشرِعةً تنفتِحُ مع الرّيحِ)

تحتَ هذا المطرِ البحرِ

الفتياتُ يَهجَعنَ في الصّباحِ هذا (على الماءِ الممشى)

الفتياتُ وحدهُنَّ  الإوَزُّ و

البجعُ الطّليقُ

*صباحاً  \ شتاءُ طور كرم

خشبٌ

الكمانُ شقيقُ التابوتِ

الجيتارُ صهرُ كرسي الإعدامِ وسريرِ القحبةِ

البارُ ابنُ عمِّ المشنقةِ

اللحظةَ أنصِتُ إلى الكمانِ يتناوَحُ (إذ يَذبحُ بالقوسِ خاصرتَهُ)

الكرسيِّ يتضعضعُ وسريرَ القحبةِ

الجيتارِ قطّعَ شرايينَهُ

البارِ يئنُّ تحتَ كؤوسِ الجُلاّسِ

أنا أكهنُ لماذا الكمانُ يَتناوَحُ والكرسيُّ يتضعضعُ والبارُ يئِنُّ والجيتارُ يقطعُ شرايينَهُ إلخ...

يُريدونَ أنْ يعودوا أشجاراً إلى موئلِهِمْ في الحديقةِ

عائلَةَ اللهِ في الحديقةِ

لكنْ ثمّةَ أنا

منْ أيِّ شجرةٍ قُطِعتُ أُقطعُ و

إلى أيّةِ الحدائقِ سوفَ أعودُ

*صباحاً \ شتاءُ طور كرم


أسطورةٌ  مُطهَمَةٌ 

لا حِصانَ ريتشاردَ..لا البيقوريةَ مركِبُ الإسكندرِ

لا أحصِنةَ روما الفاتحةِ أرضَ الجنِّ

لا حِصانَ طروادةَ ظلَّ

كلُّ أحصنةِ العالمِ لمْ تعُدْ المُطَهّمةَ

كلُّها كبتْ تكبو أو

قَضَتْ بالرّصاصَةِ الرّحيمةِ

كُلُّها

إلاّ الذي ابتاعهُ أبي لي

حِصاني و

إنْ كانَ مِنْ خشبْ

*صباحاً  \ طور كرم

الأرضُ 


نعمْ

سيمُرُّ الجنودُ أرتالاً فوقي

سيَعبرُ فوقي الجنودُ

سيدوسونني و

سَيحرثونَ جسدي كأنّهُ الأرضُ الحرامُ

لكنْ وفي لحظةٍ و

حينَ يعبرُ الجنودُ هذا الجسدَ

حينَ يبلغونَ (غافلينَ)مطلعَ صدري

أوّلَ عتباتِ  أضلعي

سينفجِرُّ اللَّغمُ الصّدريُّ بهمْ

سيُدوّي هذا القلبُ

فَلْيمُرَّ فوقي الجنود

*صباحاً  \ شتاءُ طور كرم

ساعةٌ بيولوجيّةٌ

ليسَ لديَّ مَنْ يَلكُزُني صُبحاً في السّابعةِ كي أصحو

لا ديكَ يضرِبُ صَنْجَهُ (في الكونِ) كي أصحو

لا امرأةً يخدِشُ مِخلبُها منامي ليسيلَ الحليبُ وأصحو

لا طيرَ ينقُرُ عينيَّ حبّتَيْنِ

لا مِنْ أَحَدٍ..

مَنْ سوفَ يُصَحّيني صُبحاً تمامَ السّابعةِ كي أُبكِّرَ للحياةِ

لأكدَحَ جَحشَ سوقِ الحياةِ

الآنَ هي الرّابعةُ فجراً والمنامُ يفتحُ لي فمَهُ لأدخلَ

لكنْ كيفَ أصحو في السّابعةِ صباحاً

أفكِّرُ الآنَ (وهلْ مثلي يُفكِّرُ..)

هلْ لي أنْ أُخرِجَ قلبي (مِنْ قَفَصي العظميِّ) و أضعَهُ على الكومودينو

بجانبِ رأسي

أعَيِّرُهُ ضَبْطاً (كما العَبوَةِ) على سابعةِ الصّباحِ

يُنبِّهُني لو كنتُ المَيتَ صباحاً تمامَ السّابعه..

*الرّابعةُ فجراً  \ شتاءُ طور كرم

مقهىً سماوِيٌّ

أفكِّرُ حقّاً وأنا في هذا المقهى (الكرمولِ)

أينَ سأكونُ بعدَ 30 أو 50 من السّنواتِ


هلْ سأظلُّ أرتادُ المقهى هذا

هلْ سيظلُّ المقهى كما المقهى

حقّاً يطبُخني ما أفكرُ بهِ

أينَ سأكونُ بعدَ 50 أو 30 من السّنواتِ

في أيّةِ بلادٍ

في أيّةِ مقاهٍ غير هذا سأكونُ

القهوةُ تغتلي حمراءَ في العروقِ

ربّما (أحدِسُ) أنَّ المقاهي سَتُغادِرُني في لجلجةٍ وصباحاتٍ

تاركةً بي ضجّةَ الرّوادِ

المقاهي التي أوسَعتني أرصفةً وكراسٍ

المقاهي التي كنتُ فيها أزرَقَ الطّيرِ

ربما سأكونُ بعدَ 30 أو 50 من السّنواتِ في مقهىً

نُدلُهُ غِلمانٌ وملائكه


*صباحاً  \ شتاءُ طور كرم

هلْ ورقةُ الحَظِّ هذي

الورقةُ التي استراحتْ ترِفُّ (كَجَفْني) بينَ ظِلٍّ يسيلُ وجدارٍ ينهَضُ الورقةُ المخضرّةُ في صُفرةٍ مِنْ أينَ جائتني  أيّةُ نُسُمٍ حَمَلتْها إليَّ البريدَ السِّرِيَّ المُتعجِّلَ أهيَ ما سيكونُ أرشيفي  أهيَ كفُّ أحدٍ أرسَلَها إليَّ على شكلِ هذي الورقةِ مَنْ نتَفَها ريشةً منْ هضيمِ الجناحِ هيَ الورقةُ هذي هلْ أسترُ بها سوْءَتي مِنْ أيِّ غصنٍّ سقطتْ ترِفُّ مِنْ أيِّ دفترِ يانصيبٍ أو  مُصحف يُنسى..


 
  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Item Reviewed: مُختاراتٌ شعريّةٌ \ طارق الكرمي Rating: 5 Reviewed By: Unknown