أَيُّهَا النّائمُونَ بَيْنَ الطُّبُولِ ******** هلْ أَتَاكُمْ إِذَنْ، حَدِيثُ الخُيُولِ؟
لَمْ يُفِقْكُمْ مِنَ السُّبَاتِ نَفِيرٌ ******* أَوْ صَهِيلٌ يَحتَدُّ بَعْدَ الصَّهِيلِ
أَوْ صَرِيرٌ تَسَمَّعَتْهُ الدُّنَى مِنْ ****** أَمَرِيكَا لِمَا وَرَا كَابُولِ
السُّيُوفُ السُّيُوفُ مِنْ كُلِّ لَوْنٍ ****** مِنْ خَفِيٍّ لِمُغْمَدٍ مَسْلُولِ
وَالدِّمَاءُ الحَرَّى تَهَامَتْ سُيُولاً ***** فَإِذَا بِالسُّيُولِ فَوْقَ السُّيُولِ
فَكَأَنَّ الدِّمَاءَ لَيْسَتْ دِمَاءً ******** بَلْ جُفَاءً مِنْ فَيْضِ نَهْرِ النِّيلِ
وَكَأَنَّ الجِرَاحَ لَيْسَتْ جِراحًا ******* وَكَأَنَّ القَتِيلَ غَيْرُ قَتِيلِ
وَدُمُوعَ النِّسَاءِ لَيْسَتْ دُمُوعًا ***** وَعَوِيلَ الأَطفَالِ غَيْرُ عَوِيلِ
وَكَأَنَّ الجَلِيلَ أوْ بَيتَ لَحْمٍ ***** أو جِنينًا مِنْ كَوكبٍ مَجْهُولِ
وَكَأَنَّ التَّاريخَ باتَ سَرَابًا ****** أَوْ كِتَابًا مُمَرَّغًا في الوُحُولِ
وَكَأنْ لَمْ يَكُنْ لَدَيْنَا جُيُوشٌ ******* وَالرَّعيلُ الأَعَزُّ بَعْدَ الرَّعِيلِ
وَكأَنَّ الفُتُوحَ مَحْضُ خَيَالٍ ******* مِنْ نَسيجِ البُهْتَانِ والتَّدْجِيلِ
وَخُيُولَ الفُتُوحِ لَيْسَتْ خُيُولاً ******** بَلْ دُمَى صِبْيَةٍ وَمَسْخُ خُيُولِ
وَكَأَنْ طَارِقًا لَمْ يَخُضْهَا بِحَارًا ****** وَجِبالاً إِلَى مَنِيعِ السُّهُولِ
وَصَلاحًا لَمْ يَفْتَحِ القُدْسَ بِالأَمْس ***** وَلَمْ يُجْلِ مِنْهُ كُلَّ دَخِيلِ
وَرَحَى الحَرْبِ لَمْ تَدُرْ بِسِينَاءَ ********* وَلَمْ نَشْهَدْ أَيَّ نَصْرٍ بُطُولِي
وَكّأَنَّ العَدُوَّ لمْ يَلْقَ في لُبنانَ ********* مَا لَمْ يَجِدْهُ في الدَّرْدَنِيلِ
أَيُّهَا النَّائِمُونَ بَيْنَ الطُّبُولِ ********* وَصَلِيلِ القَنَا وَهَوْلِ الصَّلِيلِ
مَا الّذِي يَجْرِي يَا تُرَى! مَا دَهَاكُمْ ؟ **** أَيُّ جُبْنٍ نَرَى وأَيُّ خُمُولِ!
يَا إلهِي! كَأَنَّ غَرنَاطَةً تَصْرُخُ ******* وَالقَوْمُ بَعْدُ في "يَا لِيلِي"
أَأَبُو عَبْدِ الله قَام هُنَا، أَمْ ********* صَنَعُوا اليَوْمَ مِنْهُ ، كَمْ مِنْ عَمِيلِ!
أَمْرُنا يَا أَبَا البَقَاءِ ، عَجِيبٌ ******* لَيْسَ فِي الدُّنْيَا لَهُ مِنْ مَثِيلِ
قَدْ أَعَادَ التّاريخُ نَفْسَ الخَطَايَا ******* كَيفَ عَادَ التَّاريخُ بالتَّفْصِيلِ!
إِخْوَةٌ يُذْبَحُونَ في كُلِّ يَوْمٍ ******** بَلْ أُسودٌ ذَبائحٌ كَالعُجُولِ
فَعَلَ السَّامِرِيُّ بالسَّيْفِ فِيهِمْ ********* مَا يُهِيجَنَّ رُوحَ عَبْدٍ ذَليلِ
فَإِذَا مَا نَجَوْا مِنَ الْمَوْتِ أَضْحوا ***** عُرْضَةً لِلسُّجُونِ وَالتَّرْحِيلِ
فَإِذَا مَا نَجَوْا فَلِلْجُوعِ وَالْقَصْفِ ****** وَهَدْمِ القُرَى وَجَرْفِ الحُقُولِ
أَيْنَ يَا هِنْدُ! أَيْنَ مُعتَصِمَاهُ! ******** أَينَهُ يَا قُرَيْشُ حِلفُ الفُضُولِ!؟
أَيُّهَا النَّائِمُونَ بَيْنَ الطُّلُولِ ***** المُقيمُونَ في نَقِيعِ الوُحُولِ
هَاهُمُ " الجَاهِلُونَ " بَيْنَ يَدَيْكُمْ *** وَالمَزِيدُ المَزِيدُ بَعْدَ قَليلِ
هَاهُمُو يَلْعَبُونَ في خَيْبَرٍ بِالنّار ***** بَعْدَ الجَلاَءِ مُنْذُ عَهْدٍ طَوِيلِ
حَامِلاَتٌ مِنْ حَولِنَا رَاسِيَاتٌ ******* طَفَحَتْ طَفْحًا بِالعَتَادِ الثَّقِيلِ
طَائِرَاتٌ مِنْ فوقِنَا، يَرْجِعُ الرَّادَارُ ***** مِنْ دُونِهَا بِطَرْفٍ كَلِيلِ
وَجُيُوشٌ تَحِلُّ بَعْدَ جُيُوشٍ ******** بِسَلاَمٍ، فِي الحِلِّ أَوْ فِي الرَّحِيلِ
يُلْعَنُ المُعتَدُونَ في كُلِّ أَرْضٍ ******* مِنْ صَغيرٍ مُحَقَّرٍ لِنَبِيلِ
بَينمَا عِنْدَنا يُلاقُونَ أَهْلاً ****** وَعَظَيمَ الإِجْلاَلِ والتَّبْجِيلِ
كُلَّمَا لاَحَ مُفْتَرٍ مِنْ ذَويهمْ ******** لَقَفَتْهُ الأَحْضَانُ بالتَّهْليلِ
يَعْبُرُونَ البِلادَ بَرًّا وَبَحْرًا ****** مِنْ ظَفَارٍ إِلى ذُرَى إِرْبِيلِ
أَيُّهَا " المَانِعُونَ " هيَّا امْنَعُوهُمْ ***** مِنْ مُرُورٍ بِأَرْضِكُمْ أَوْ نُزُولِ
لوْ أَرَادُوا خُدُورَكُمْ دَخَلُوهَا ****** دُونَمَا حَاجَةٍ لإِذْنِ دُخُولِ
جَهِلَ " الجَاهِلُونَ " جَهْلاً عَلَيْكُمْ **** أَيْنَ أَنْتُمْ مِنْ " فَوْقِ جَهْلِ" الْجَهُولِ!
ذَهَبَ القَوْمُ في الزَّمَانِ بَعيدًا ****** لاَ تَظُنُّوهُ بَعْدُ عَامَ الفِيل
لَنْ يَطُولَ الوَبَاءُ أَبْرَهَةَ اليَوْمَ ***** وَمَا مِنْ حِجَارَةٍ سِجِّيلِ
وَقَفَ " الجَاهِلُونَ" وقْفَةَ أُسْدٍ ***** بَلْ رَعَادِيدَ في ثِيَابِ فُحُولِ
وَقَعَدتُمْ عَلَى المَوَائِدِ جُبْنًا ***** في وُجُومٍ وَحَيْرَةٍ وَذُهُولِ
وَتَرَكْتُمْ لِلبَطْشِ خَيْرَ رِجَالٍ ***** فَعَلُوا مَا قَدْ كَانَ كَالمُستَحِيلِ
قَدْ هَربتُمْ مِنَ الصِّرَاعِ وَرُحْتُمْ ***** في صِرَاعٍ حَولَ الصِّرَاعِ طَوِيلِ
وَانْبَرَى فُرْسَانُ الكَلاَمِ إِلَى المَيْدَانِ ***** مِنْ تَحْلِيلٍ إِلَى تَحْلِيلِ
يَبْحَثُونَ الحُلُولَ حَلاًّ فَحَلاّ ً ****** وَيَرُوغُونَ دُونَ حَلِّ الحُلُولِ
يَنقَضِي اليَومُ في عَجِيبِ الرُّؤَى بَيْنَ **** فَتِيلٍ وَحُلْمِ نَزْعِ الفَتِيلِ
حلْحِلُوا مَا اسْتَطَعْتُمُ، كَيْفَ شِئْتُمْ ***** مَا لَدَيْكُمْ سِوَى حُلُولِ الذَّليلِ
كُلّمَا قُلتُمُ انْتَهَيْنَا، وَرُحْتُمْ ****** تَتَهَانَوْنَ في حَمَاسٍ طفُولِي
أَبْدَعُوا آيَاتٍ لَكُمْ بَيِّنَاتٍ ******** ليْسَ في تَوْراةٍ وَلاَ إِنْجيلِ
كُلُّ شَيْءٍ أَمَامَكُمْ، بَيْدَ لاَ يَدْرِي ****** دَبيرًا فَهِيمُكُمْ مِنْ قَبِيلِ
لاَ سَلاَمٌ يُرْجَى بِلا قُوَّةٍ مُنْذُ ****** اعْتَدَى قَابيلٌ عَلَى هَابيلِ
هَكَذَا تُصْبِحُ الكِلاَبُ أُسُودًا ****** ويَذِلُّ النَّبِيلُ إِبْنُ النَّبِيلِ
و كَذَا كَانَتِ الجِبَالُ جِبَالا ً ******* وَكَذَا في التَّاريخِ وَالتَّنْزيلِ
أَيُّهَا النّائِمُون بَيْنَ النُّقُولِ ****** وَطِعَانِ النِّسَا وخَفْقِ الكُحُولِ
وَوَثيرِ الفِرَاشِ كُلَّ مَسَاءٍ ****** وصَبَاحٍ في حِضْنِ طَرْفٍ كَحِيلِ
كَيْفَمَا كُنْتُمُو يُوَلَّى عَليْكُمْ ****** لَيْسَ غَيْرَ الشُّعُوبِ مِنْ مَسْؤُولِ
بِئْسَ قَوْمٌ يَحْيَوْنَ يَوْمًا فَيَوْمًا ****** لِطَعَامٍ وزيجةٍ ومَقيلِ
عَالَةٌ أَنْتُمُ عَلَى الخَلْقِ صِرتُمْ ****** بَعْدَ دَهْرٍ مِنَ العَطاءِ جَلِيلِ
رُمْتُمُ شَهْوَةَ التَّواكُلِ حتَّى ******* لَمْ يَعُدْ عِنْدَكُمْ لَهَا مِنْ بَديلِ
فَإِذَا البَيْتُ بَاتَ خُمَّ دَجَاجٍ ****** رَاعَكُمْ حَوْلَهُ خَيَالُ الغُولِ
وَالجُيُوشُ الجُيُوشُ أَمْسَتْ فُلُولاً ***** بَلْ كَعَصْفٍ مُبَعْثَرٍ مَأْكُولِ
غَيْرَ أَنَّ التَّرَابَ قَدْ يَحْتوِي تِبْرًا، **** وَفِي اللَّيْلِ رُبَّ نَجْمٍ دَلِيلِ
تِلكَ بَغْدَادٌ بَعْدُ وَاقِفَةٌ في ******** وَجْهِهِمْ وَقْفَةَ الكَريمِ الرُّجُولِي
فِي يَدٍ رَايَةُ العُرُوبَةِ رَفَّتْ ******* وَعَلَى الرّأَسِ رَايَةُُ لِلرَّسُولِ
تِلكَ بَغْدادٌ رَاعَهَا وَحْدَهَا ****** مَا رَاعَها، وَالجَبِينُ فَوْقَ الكُبُولِ
وَفلسْطِينُ هَاهُوَ العِزُّ فِيهَا ***** يَتَلأْلاَ مِنْ مِعْصَمٍ مَغلُولِ
أيُّهَا قَطْرَةٍ مِنَ الدَّم سَالَتْ ****** في جِنِينٍ فَخْرٌ بِدُونِ مَثِيلِ
دَوَّخَتْ بَهْجَةُ الشَّهَادَةِ فِيها ****** مَا تَبَقَّى لَدَى العِدَى مِنْ عُقُولِ
هَذِهِ بَغْدَادٌ وَهَذِي جِنِينٌ ******* يَا لَهُ حَقًّا، مِنْ شمُوخِ أَصِيلِ
إنَّ بعضًا من الكَرامَةِ أَغْلَى ****** مِنْ جَمِيعِ البُنُوكِ والبتْرُولِ
أَيُّهَا النَّائِمُونَ بَيْنَ الطُّبُولِ ****** هَلْ إِلى الصَّحْوِ عِنْدَكمْ مِنْ سَبِيلِ!
هَلْ سَأَلْتُمْ مَا نَحْنُ لَوْلاَ رِجَالٌ ***** أَشْرَقُوا مِنْ ظَلامِنَا كَالنُّصُولِ؟
نَفَذُوا فِي الحَدِيدِ دُونَ حَدِيدٍ ****** وَرَمُوا الرُّعْبَ فِي فُؤَادِ الغُولِ
كَسَرُوا نَخْوَةَ الأَعَادِيَ حَتَّى ****** فَقَدُوا الوَجْهَ مِثْلَ أَيِّ رَذِيلِ
كَسَرُوهَا فَلاَ أَمَانَ مِنَ اليَوْمِ ***** لِشَيْطَانِ البَغْيِ وَالتَّنْكِيلِ
يَا زُهُورَ المَوْتِ الجَمِيلِ سَلاَماتٌ **** فَفِيكُمْ كُلُّ العَزَاءِ الجَمِيلِ
التَّبَاشِيرُ أَنْتُمُ مِنْ جَدِيدٍ ******* في زَمَانٍ الخِذْلاَنِ وَالتَّخْذِيل
أَصْبَحَ المَاءُ في الحُلوقِ حَمِيمًا ***** كَيْفَ حَوَّلتُمُوهُ مِنْ سلسَبِيلِ
هل أعجبك النص الأدبي نعم أم لا رأيك يحترم!
0 التعليقات:
إرسال تعليق