أُمّــَاهُ لـحْــنـُكِ فــي الــفـــــُؤادْ
صوْ تٌ يُناديني ويُطْرِبُني،
يُنادي مُشْفِقاً مُتناغِماً،
يَغْزو العِظامْ...
صوتٌ ندِيٌّ كالحنانْ.
نسَماتُه تنْسابُ كالأنوارِ،
في قلبي،
فأُولَدُ من جديدْ...
صوتٌ مِن الجُدْران أسْمَعُه... منَ الأبوابِ يرصُدُني
وفي الحُجُراتِ منْبَعُهُ... منَ اللَّحَظات يهْتِفُ بي
يُعانِقُني... يُدثِّرُني:
فيَغْمُرُني الضِّياءْ.
صوْتٌ يناديني ويُلْهِمُني،
وبِالأذْكارِ يَرْويني.
يَهُدُّ كيانيَ الأعْمى:
فأُبْصِرُ من جديدْ.
صوتٌ من الأرْكان أسْمَعُه... على الأشْجارِ أرْقُبُه
وفي الطُّرُقات يلْزمُني... وبالأسْحار يأْسِرُني
يُحدِّقُ بي... يُخاطِبُني:
فأُنْصِتُ في اشْتِياقْ:
لا تَعْتقِدْ ولَدي،
بِأنِّي قدْ تَعَمّدتُ الرَّحيلْ!!
أوْ قدْ نَثَرْتُ على الدِّيارِ،
رَمادَ نارٍ تَسْتَطيرْ...
فأجَبْتُ: لا...
لم أعتَقِدْ أمِّي.
ولكِنِّي إلى رُؤْياكِ يا أمّي،
دَعَتْني نفْسِيَ الْحَرَّى.
ودَعْوتُها تُجرِّعُني لَظىً وجَوى،
هُنا دونَ انْقِطاعْ...
وإلى بَهاكِ يقودُني شَوْقِي...
ولَسْتُ أنا
على ردِّ الْحنينِ بِمُسْتَطيعْ!؟
لمْ أعْتقِدْ أمِّي بأنَّكِ قدْ
تعمّدتِ الرّحيلْ...
لكنَّني لفِناء عذْبِ رِضاكِ، يا أمّي:
هفَتْ روحي، وحَدَّثَني
صَفاءُ مَعينِها:
في الصُّبْحِ، في الأسْحار، يا أمّي.
فأنتِ نشيدِيَ الأحْلى.
أصيخُ لِلَحْنِكِ الأسْمى.
فأولدُ من جَديدْ...
وأسيحُ في رَوْضاتِ ذِكْرِكِ:
ثمّ يأْتَلِقُ الهُيامْ...
وأهيمُ في صَلَواتِ عطْفِكِ، خاشِعاً أمّي:
فيَأْتلِفُ اللِّقاءْ...
ديوان "إيقاعات نشيد العشق"
الطبعة الأولى، 2008، مطبعة الجسور، وجدة، المغرب.
هل أعجبك النص الأدبي نعم أم لا رأيك يحترم!
0 التعليقات:
إرسال تعليق